إتهامات للناتو بالتقصير في إنقاذ مركب للاجئين في المتوسط
٥ أغسطس ٢٠١١يشهد البحر المتوسط أحداث درامية أدت لموت العديد من الضحايا الفارين من شواطئ شمالي إفريقيا إلى أوربا. فقد أنقذ خفر السواحل الإيطاليون العديد من حبيسي أحد القوارب قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا. ولكن العديد منهم كانوا قد لقوا حتفهم أثناء الرحلة، بسبب الجوع أو الإرهاق أو الاختناق.
وبعد أن تم إنقاذ من بقي على قيد الحياة وجلبهم إلى سواحل جزيرة لامبيدوزا، أوضحت أقوالهم حجم الكارثة التي يعاني منها اللاجئون في عرض البحر المتوسط. فقد لقي 100 شخص، معظمهم من النساء، حتفهم بسبب الإرهاق الشديد على متن مركب تعطل محركه بعد انطلاق الرحلة من السواحل الليبية. فاضطر قادة المركب إلى إلقاء الجثث في البحر، كما روت تفاصيل الموقف إمرأة نجت من الموت.
أوضاع صعبة على سطح المركب
دائرة خفر السواحل الإيطالية لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، وهي دائما لا تستطيع تأكيد ذلك في مثل هذه الحالات. متحدث من الدائرة اكتفى بالإشارة إلى قطع ملابس، وربما جثث، تم مشاهدتها طافية على سطح الماء، ومن ثم اضطروا إلى إيقاف البحث بسبب حلول الظلام، ويضيف النقيب البحري من خفر السواحل الإيطالية فيتوريو أليساندرو في تصريح للإذاعة الإيطالية قائلا: "لقد كانت عملية صعبة، بسبب بعد المكان من جهة، وبسبب تعلق الأمر بمركب موجود في عرض البحر منذ فترة طويلة من جهة أخرى."
المركب الغارق انطلق يوم الجمعة الفائت، حاملا الكثير من الأشخاص الفارين على متنه. وتمكن خفر السواحل من إنقاذ 370 منهم. وقد وصلوا لامبيدوزا في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء (5 آب/ اغسطس). وقد بدا اللاجئون المتواجدون على متن المركب في حالة صعبة، يعانون من عطش شديد، لأنهم لم يحصلوا على ماء أو غذاء منذ أيام عدة. 50 منهم تم إسعافهم على وجه السرعة باتجاه المستوصف الموجود في لامبيدوزا، كما كان من بينهم سيدتان في وضع صحي حرج يهدد حياتها، فتم نقلهما إلى مدينة باليرمو في جزيرة صقيلية وإسعافهما في أحد مشافي المدينة.
اتهامات لسفينة تابعة للناتو بالتقصير
وفي هذه الأثناء وصلت أنباء عن أنه كان بالإمكان تدارك الكارثة، أو التخفيف منها بشكل جزئي على الأقل. الأنباء تشير إلى أن زورقا اكتشف المركب الذي يحمل اللاجئين داخل المياه الليبية، فأرسل قائده تحذيرا على الفور إلى السلطات الإيطالية، وألقى ما بحوزته من معدات إنقاذ إلى الماء، لينقذ ما يستطيع إنقاذه.
وتشير وكالة أنباء إيطالية (أ ن س ا) إلى أن وزارة الداخلية الإيطالية، وبسبب بعد المسافة، قامت بإخطار سفينة حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) متواجدة بالقرب من الموقع، لمشاركتها في الحرب الليبية. فرفض الناتو المشاركة في إنقاذ المركب الهائم في عرض البحر.
ومساء أمس دعت وزارة الخارجية الإيطالية حلف الناتو إلى التحقيق بهذه الإتهامات. وإذا ما تم إثبات ذلك، فسيكون أمرا بالغ الخطورة.
وتشهد عمليات نقل اللاجئين على المراكب الصغيرة عبر البحر المتوسط حوادث مؤسفة ذهب ضحيتها الكثير من البشر. وعن ذلك تقول لاورا بولدريني، المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "منذ نهاية شهر مارس وحتى هذا اليوم، أبحر 1500 شخص على الأقل من ليبيا، ولكنهم لم يصلوا إلى الضفة الأخرى للمتوسط."
يذكر أن أكثر من 45.000 لاجئ فروا عبر البحر المتوسط منذ بداية الانتفاضات الشعبية في بعض دول شمال أفريقيا ومن ثم الحرب في ليبيا.
شتيفان ترويدله/ فلاح الياس
مراجعة: عارف جابو