أيام الشارقة الثقافية: جسر جديد لتعزيز التواصل الحضاري
١١ مايو ٢٠٠٨تتواصل فعاليات " أيام الشارقة الثقافية " في مدينة كوبلنز الألمانية والتي تأتي ضمن خطة لتعزيز الحوار الحضاري والتبادل الثقافي بين ألمانيا والعالم العربي ، وكانت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة نظمت العديد من الأيام الثقافية في عدد من المدن الألمانية والتي حظيت بإقبال جماهيري، وأثمرت إيجابيات على مستوى التبادل الثقافي والفني.
وتتضمن الفعاليات التي انطلقت بداية هذا الأسبوع في "متحف لودفيج" بمدينة كوبلنز و التي تستمر حتى 15 يونيو/حزيران تنظيم معرض للخط العربي يشارك فيه 24 خطاطا يعرضون 52 لوحة خطية و زخارف إسلامية و يصاحبه ورشة للخط العربي و الزخرفة و إقامة معرض للفنون المعاصرة و الذي يضم 50 عملا فنيا تشكيليا معاصرا بمشاركة 21 فنانا إماراتيا وتضم أعمالا مختلفة منها لوحات زيتية وأعمال تجريدية.
كما تشمل الأيام على إقامة جناح تراثي يضم أدوات تراثية منها أدوات الطبخ و ادوات المهن الزراعية و حرف يدوية و نماذج من أدوات الصيد و نماذج مصغرة لبيوت قديمة، ولجمال المرأة العربية نصيبها من هذه الأيام إذ خُصص جناح كامل للألبسة التقليدية الخاصة بالمنطقة، إضافة إلى مساحيق التجميل الطبيعية التي تستعملها المرأة الخليجية.
وتشارك في الأيام الثقافية فرقة الفنون الشعبية للشارقة المكونة من 16 عازفا والتي قدمت استعراضا رائعا في اليوم الأول لافتتاح هذه الفعاليات تضمن رقصات متنوعة من التراث الإماراتي كرقصة "العيّالة" و "اللّيوه" و "الهبّان" و"الآهلّة" باستخدام الطبول المحلية والعصي بالإضافة إلى بعض الأدوات الموسيقية التقليدية الأخرى، حيث نالت إعجاب وتصفيق الحضور.
"ابتسم أنت في الشارقة"
شعار تتغنى به مدينة الشارقة لدى استضافتها للزوار الأجانب، و هو شعار رددته مديرة " متحف لودفيج" في مدينة كوبلنز السيدة "بيئاته رايفنشيد" لدى استقبالها للوفود الألمانية و الإماراتية التي حضرت انطلاق الفعاليات مشيرة إلى أن شعاع هذا الشعار بات يضيء أجنحة "متحف لودفيج" و قالت إن الفنون و الحضارة العربية تعد كتابا مليئا بمعجزات كثيرة سبقت الغرب إلى المعرفة الإنسانية والحضارية والثقافية بقرون طويلة، وصفتها بأنها حضارة أنارت طريق المعرفة لأوروبا.
و ما لفت انتباه الزوار الألمان بشكل خاص هو الزخرفة العربية والخط العربي بالإضافة إلى رائحة البخور الأصيل المعطر الذي انتشرت رائحته الزكية في أرجاء "متحف كولنز" لتضفى على المكان نكهة خاصة مستوحاة من عمق الأصالة العربية.
جسر جديد للتواصل
و أجمع الحاضرون على أن هذه الفعاليات الثقافية من شأنها المساهمة و بشكل فعال وواقعي في تعريف الزوار الألمان بواقع الثقافة و التراث العربي، و هو ما ذهب إلية السيد "إيبرهارد شولتيه فيسرمان" عمدة مدينة كوبرنز و الذي قال "إننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الجسور لتعميق التواصل بين الثقافات والشعوب" معتبر أن الحضور العربي في هذه المناسبة لدليل على وحدة الهدف و المتمثل في الحوار بين الحضارات.
وفي السياق نفسه أكد عبد الله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة والذي يترأس الوفد الإماراتي المتواجد في مدينة كوبلنز على دور إمارة الشارقة في خلق التواصل بين الشعوب العربية من جهة والغربية من جهة أخرى. وقال: "إن الشارقة اليوم تحل في مدينة أوروبية جديدة لتأكيد المشاركة الفاعلة في أوجه النشاط الثقافي الإنساني، ومعبرة عن الوجه الثقافي والنشاط الحضاري في دولة الإمارات العربية المتحدة". وأشار إلى أن أيام الشارقة الثقافية في مختلف المدن الألمانية وباقي أنحاء القارة الأوروبية تدلل على "أهمية الخيار الثقافي في حوار الشعوب وتعايش الأنساق الفكرية والفنية العالمية".
وكانت إمارة الشارقة قد نظمت جملة من الفعاليات الثقافية في كل من " ماينز " و " أنجلوشتاد " و " فولفسبورغ " و " كارلسروه "، تحت إشراف دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ، وبدعم من حاكم الإمارة سلطان القاسمي.