أوباما يجتمع بعباس قبيل تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية
٢١ سبتمبر ٢٠١١قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الأربعاء في إطار جهود عباس الرامية للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية. ويسعى الفلسطينيون من ناحية والإسرائيليون والولايات المتحدة من ناحية أخرى جاهدين لحشد الدعم في مجلس الأمن الدولي قبيل الموعد المقرر لتقدم عباس بطلب للحصول على عضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة وإلقاء خطاب طال انتظاره في الجمعية العامة بعد غد الجمعة.
وكانت واشنطن تعهدت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن، غير أن تلك الخطوة من شأنها إثارة استياء العالم العربي من الولايات المتحدة في وقت حرج تمر به المنطقة. وتصر واشنطن على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي بدلا من ذلك عن طريق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. ومن المقرر أن يلتقي أوباما مع عباس مساء اليوم عقب اجتماع يعقده الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
يذكر أنه من أجل تمرير قرار في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، يتعين تصويت تسعة أعضاء بالإيجاب على ذلك القرار شريطة عدم استخدام أي من الأعضاء الدائمين للفيتو. وكان مسئول فلسطيني رفيع قال أمس الثلاثاء إن السلطة الفلسطينية تمكنت حتى الآن من حشد دعم ستة أو سبعة أصوات على الأقل من أعضاء مجلس الأمن، فيما تحاول إقناع ثلاثة أعضاء آخرين لتأييد قبول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة.
دبلوماسية اللحظة الأخيرة
وحتى إذا قدم الفلسطينيون طلبهم إلى مجلس الأمن يوم الجمعة فانه من غير المحتمل إجراء تصويت فوري. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن هذا قد يسمح بمتسع من الوقت لجهود دبلوماسية تهدف إلى استئناف مباحثات السلام. وقال جوبيه لإذاعة أوروبا-1 "هناك إجراءات لمباشرة مثل هذه الطلبات وقد يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع أخرى وهو ما يتيح مجالا لمبادرات أخرى". وأضاف قوله "نأمل في إيجاد طريق لإقناع كل المعنيين بالعودة إلى مائدة التفاوض".
وقد التقى عباس على التوالي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس من دون أن ترشح معلومات عن مضمون المحادثات. كما سيلتقي ساركوزي الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل أن يجري محادثات مع نظيره الأميركي باراك اوباما.
وقد حذر ساركوزي في خطاب من أن "تسمم النزعات المستمرة منذ ستين عاما بناء الديمقراطية في الدول الإسلامية"، في إشارة واضحة إلى النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومن نيويورك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، سوف تدعم "بالتأكيد" طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة.
التلويح بعائدات الضرائب
في هذه الأثناء، حذر وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتز من عواقب مالية خطيرة إذا نفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطته لطلب عضوية دولة فلسطينية في الأمم المتحدة هذا الأسبوع. وقال شتاينتز، وهو حليف وثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن الحكومة قد توقف تحصيل ضرائب القيمة المضافة والرسوم والجمارك التي تمثل 40 في المائة من عائدات ميزانية السلطة الفلسطينية. وأضاف قوله في مقابلة مع رويترز "إنه رأيي فلا يوجد قرار للحكومة (الإسرائيلية) انه إذا خالف الفلسطينيون المبادئ الأساسية لاتفاق السلام فيجب أن نعيد النظر في تسليم عائدات الضرائب لهم".
وقال شتاينتز إن قيمة الضرائب التي تقوم إسرائيل بتحصيلها لحساب السلطة الفلسطينية تبلغ إجمالا نحو 500 مليون شيقل (135 مليون دولار) شهريا. وكان شتاينتز اوقف بشكل مؤقت تحويل عائدات الضرائب في الربيع الماضي. وقال انه إذا اتخذ الرئيس عباس خطوة أحادية بإعلان الدولة الفلسطينية فإنه يأمل أن تفشل المحاولة وعبر عن تشككه في استطاعة السلطة الفلسطينية إدارة دولة مستقرة تشكل فيها التبرعات والمعونات الدولية 40 في المائة من الميزانية.
(ي ب / ا ف ب، د ب ا ، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي