أغاني أيام زمان في معرض خاص تحتضنه بون
٢٢ يونيو ٢٠٠٨يُقدّم المعرض الخاص بمتحف "بيت التاريخ" في مدينة بون لزواره تاريخ الموسيقى والمطربين الألمان، الذين أثروا في تراث الأغنية الألمانية وأغنوه على مدى قرن كامل من الزمن، يبدأ مع نهاية القرن التاسع عشر وينتهي بأيامنا الحالية. ويستوقف الزائر محطات تستعرض أكثر من 1000 أغنية تجعله يسترجع ذكرى أيام خلت عاشها مع تلك الألحان وتفاعل معها.
متحف مميز يعكس التاريخ الألماني
وأما ما يميز هذا المتحف عن أقرانه أنه رتب المواضيع لتعرض في أقسام متقاربة بشكل يقترب من المسرح. وجعل كل مسرح يمثل حقبة معينة من الزمن. فجاء ترتيب تلك الأقسام منسجماً مع جدول زمني يراعي تاريخ ظهور المطربين وألحانهم عبر قرن كامل. وحتى أغاني الأفلام الرائجة لم يغفلها منظمو المتحف، فقد عرضوا مقاطع أكثر من 1000 أغنية على شاشات وضعت لهذا الغرض. كما لم يهملوا استغلال الأنوار والألوان المختلفة والملابس الدارجة حينها، التي عكست الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل حقبة عاشها المجتمع الألماني آنذاك.
الفن مرآة الشعوب
ويتيح كل قسم للزائر التعرف عن كثب على مطربه المفضل وأغانيه وألحانه، مزوداً إياه بما ينقصه ليعرفه عنه. كما قُسمت المواضيع، التي تناولها فنانو تلك الحقبة حسب الغرض أو الجانب الإنساني، الذي عالجته كالحب والغربة والسلام والنقد الاجتماعي وما إلى ذلك من مواضيع كانت مثارة وقتها عكست روح المجتمع السائدة آنذاك.
"ما لك في ريو، فبلدك جميل أيضاً"
وعلى سبيل المثال تتميز حقبة جمهورية فايمر بانتشار المذياع والاسطوانات، التي عرفت الناس على الفنان وأغانيه. وأشهر المواضيع التي تطرق لها فنانو تلك الفترة هو الانهيار الاقتصادي في عشرينات القرن الماضي. كما تميزت فترة الثلاثينيات بظهور السينما ومعها بدأ ظهور نجوم الغناء في ألمانيا أمثال فيرنر ريشارد هايمان، وتميزت أيضاً بظهور الموسيقى النازية. أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد ظهرت الأغاني، التي تتغنى بالحنين إلى ألمانيا والحب، وأشهر من مثل هذه الفترة كاترينا فالنته وبيتر ألكسندر. وفي الشطر الشيوعي الشرقي من ألمانيا حاول النظام القائم إبراز الازدهار الحاصل فيه، فها هي أغنية غونتر غايسلر "ما لك في ريو، فبلدك جميل أيضاً" تعبر عن هذا المنحى.
وبعد انتهائه من التجول في أقسام المتحف المختلفة، يودع الزائر المتحف حاملاً معه أحد انطباعين: إما "كم كان ذاك الزمن جميلاً" وإما "الدموع لا يمكن أن تكذب".