أساطيل الصيد الأوروبية تهدد أسماك وصيادي إفريقيا الغربية
٢٧ أكتوبر ٢٠٠٧تعج أسواق السمك الأوروبية بالأسماك المختلفة بالشكل والطعم، بل وحتى بالمنشأ. والفضل في ذلك يعود طبعاً إلى أساطيل صيد الأسماك الأوروبية التي تصول وتجول في بحار ومحيطات العالم، لترمي شباكها فيها بحثاً عن الثروة البحرية. فحوالي 40 في المائة من الأسماك التي تصطادها السفن الأوروبية تأتي من خارج مياهها الإقليمية. ويتم هذا وفق اتفاقيات تنظم آلية الصيد خارج هذه المياه، وتشمل الاتفاقيات الموقعة في هذا الشأن كل الدول الإفريقية بلا استثناء.
وكان الهدف من هذا الاتفاق في الأصل لتطوير صناعة الصيد المحلية في محاولة لجلب الفائدة للدول الإفريقية، إلا أن الأيام أثبتت عكس ذلك، كما يقول أماديو التفج الناطق باسم قسم التطوير السياسي في المفوضية الأوروبية. فقد سببت هذه الاتفاقية أزمة حقيقية لسكان شواطئ إفريقيا الغربية. وسبب ذلك يرجع إلى الأطنان الهائلة التي تصطادها الأساطيل الأوروبية يومياً التي باتت تزاحم صيادي تلك الشواطئ في لقمة عيشهم وتفرغ سواحلهم من ثروتها السمكية.
كارولينه شاخت خبيرة الصيد في منظمة حماية البيئة والحيوان انتقدت بشدة ما تقوم به سفن الصيد الأوروبية. وفي هذا السياق تقول شاخت: "إنها مصانع عائمة تفرّغ الشواطئ من مخزونها"، الأمر الذي يهدد التوازن الغذائي في المنطقة. ويذكر أن سفن الصيد الإسبانية هي المهدد الأكبر لأسماك إفريقيا الغربية، إذ تصل نسبة ما تصطاده من مجمل صيدها العام أكثر من 70 في المائة حسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
اعتراض مغربي
يلقى اتفاق الصيد المبرم بين الاتحاد الأوروبي والدول الإفريقية انتقادات شديدة من الطرف الإفريقي. ففي عام 2006 رفضت السنغال تمديد هذا الاتفاق لفترة جديدة بناء على اعتراضات صياديها. وكذلك الأمر كانت ردة الفعل المغربية التي أوقفت العمل بهذا الاتفاق إلى إشعار أخر. واكتفت ناميبا بالتنديد بعمليات الصيد الأوروبية في مياهها. وتطالب منظمات حماية البيئة بالعمل على إيجاد اتفاقية لتنظيم عمليات صيد السمك على أسس تأخذ التأثيرات البيئية بعين الاعتبار. ومن اجل هذا الهدف قامت منظمة حماية البيئة والحيوان بإنشاء شبكة استشارية، يمكن أن تقدم الدعم للحكومات التي تتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن. وفي هذا الخصوص تقول ساخت: "غالباً ما تقدم الدول الأفريقية الكثير من التنازلات لبروكسل، وبالتالي فإنها تحصل على القليل من الأموال مقابل ثروتها السمكية".
تورستن شيفر
إعداد: محمد سامي الحبال